السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
أحبتي ... يعلم الله كم أُحاول أن أجعل من مجلسي هذا مجلس أُنسٍ وفرح ... مجلسٌ تجول فيه الإبتسامات على كُل شفاه الجالسين معي ! لكنّي وفي بعض الأوقات مُضطرٌ لخلق محكٍ يكشف لنا حقيقةٌ ما ! بعيداً عن المُداراة والمُصانعة !
محكٌ ... أُبرزهُ هُنا لِنطفي بهِ نار التناحُر والتنابُز والشحناء وسوء الظن الموصّل إلى سوء الخصام !
محكٌ ... أُهيّجُ به حكمة اعضاء هذا المنتدى ورزانة عقولهم وحُسن تصرفاتهم !
أحبتي ... أُعذروني فهُناك أشياءٌ كامنةٌ في داخل نفسي ... ستخرجُ لكم مع الأيام !
مع كل الرجاء لكل من لا يتفق مع وجودي هُنا بأن يُخبرني عن ذلك ... فوسائل الإتصال معي مُتاحةٌ له ... ولا مانع من أن ينظم إلى حملة مُقاطعة كتاباتي ... والتي رُبما ستنطلقُ قريباً ! والمُتمثّلُ هدفها في مُحاصرة لساني والتضييق على قلمي !
أحبتي ... الوكاد ! بأنكم أصحاب فراسة ... ولا أشُّك بأننا جميعاً رضعنا من ثدي الحكمة والعقل ! فقط هُناك من إنفطم منه قبل أن يستقيم عُوده !
أحبتي ... جميعنا بشر ... نُخطئ ونُصيب ... نعيش فوق الأرض ولسنا من المريخ ... تعودنا السير في المتاهات ... نبحثُ عن الملامح لنتعرف على الأخبار ... ولا سِيما الأمرّ منها !
ليالينا أنهكها السهر ...
وأيامنا إحتواها الكدر ...
وفضائنا مليئةٌ بنعيق الغربان !
حتى أننا أصبحنا أُلعوبةٌ للشيطان ...
لكنّها الأقدار ... مُزعزة الأمن وكاسية أردية الشك !
مُذهبة صفاء الأعيُن ... ومُزهقة الأرواح ... وزارعة الظنون ...
لابـــــوك يانزوات الشيطان ... لابو الأمس الأليم ...
لابو من وصف النساء بالرياحين ... فهُنّ وفي هذا الزمان أبلغ مايقول عنهُنّ ( شياطين ) ! إلاّ من رحم ربي ...
أحبتي ... أشعُر بأن عقلي قد شُلّ ... فما عدتُ قادراً على تسطيرالأحاديث المُنمّقة ...
تزاحمت سيولٌ من الأحزان في داخلي ...
... خالد ... وخالد ...
ماحدث لهُما ... ماهو إلاّ سهامٌ في أكبادنا ...
وما أشقاهُما ... الاكيد بأنهُ أشقانا نحنُ جميعا ...
أعانهُما الله على سِباع الأقاويل ... ورواة الأعاجيب ... ومُروّجي الأكاذيب ... ووعظات المُتشدقين !
الحبيبان خالد ... وخالد ... سميان وتعثرا ...
كثُرة وسوستهم ... وتفرّقت قلوبهم ... وضعُفت أبدانهم ...
أحبوا إقبال الدُنيا ... لكنّهم ذهبواحيث لا يشاؤن ...
خالد ... وخالد ... رغم الشطط ! ورغم كلمة ياحيف !
إلا ّأنكُما عندي فوق كُلّ ما يقولهُ الناس !
والذين وصل ببعضهم الحال إلى التخلُّف !
عندما فكّروا في طرحكُم من قائمة المجتمع !
خالد ... وخالد ... عليكُما بجني ثمارالندامة ...
وقفوا أمام ظروفكم وقفةً تبدون بها أقوى !
وتغنوادائماً بـــ ( الصبر الجميل ) !
أمّا نحنُ فنعرف وعلى طول بأن هُناك قاضيٌ في الجنة ...
وقاضيان في النار ... وعلينا الحساب !
فعسى ربي يفُكّ كربكُم ... وينهي بلواكُم ... ويتوب علينا وعليكم ...
أحبتي ... جميعنا خطاؤن وخيارنا هُم التوابون ... فعساهُم يكونون منهُم ...
فهُما يمُرّان في حالةِ ضعفٍ وحرج في هذه الأثناء ... لا حول لهم ولاقوة إلاّ بالله عز وجل ...
بدأت الأوهام تؤرقُهم ... والمدامعُ تغرقهم ... يشكون إلى الله عز وجل ماهُم فيه من بلاء ...
وما سيأتي عليهم من أفواج المحن والنكبات ... لا قدّر الله ...
خُيّل إليَّ بأن خالد ... وخالد ... يتوسلان إلى القاضي قائلان : خمسٌ وثلاثٌ من السنوات ...
ثقيلةٌ يا شيخ !
تفتك بشرايين الشباب وتقطعُ كُل حبال الأحلام والتطلُعات !
نحنُ يافضيلة الشيخ شبابٌ في مُقتبل العمر ومن بيوتٍ لهاتاريخٌ وعاداتٌ وأعراف , لا سوابق لدينا ولا قصور
... مُعتزين بالأخلاق ولابسين لثياب العز, لكنّها نزوات الشيطان ومشيئة الأقدار!
والله وحده هو المستعان , ويعلم الله بأننا ممن يحفظون قداسة الأعراض ياشيخ ,
لكنّهُ الإبتلاء من الله سبحانه وتعالى .
لناأُمهاتٌ ... طاعناتٌ في السن , راعشات الكفين ! آلمهُن هذا الحكم وأوهنهُن ..
لناأطفالٌ ... بالصوت دائماً صارخين: ماما وين بابا ؟
لنا زوجاتٌ طاهرات ... مزّق أفئدتهُن ذلك الحكم الكبير بعد مُعاناتهُن من الخوف ومن الترقُّب ..
لناأعمالٌ محترمة ... نكسبُ منها قُوت يومنا وفيها نتمتعُ بحسن السلوك وجماليات السيرة ,
متمسكين فيها بأيادينا وأرجلنا ! راجين من الله أن لا نخسرها .
لنا أهلٌ وإخوةٌ وأحبه ... يظنون بك الخير ياشيخ ويتوقعون منك إنجادنا !
أحبتي ... لو إستمريت أكتبُ لكم تفاصيل إجهادهُما من ذلك الحُكم لما أنتهيت !
أحبتي ... لاتقفوا كثيراً عند براعة لفظي والتعبير !
إذالأجدر هُنا أن تأخذوا بالمنطق وبقوّته ... فالأكيد بأن هُناك من هُم غارقون في ملذاتهم إلى أُمّ رأسهم !
فأين المُتعظين ... وأين المُسترشدين !من هذه القصة التي نسجتها لكم
فلو لجأتُ إلى التبعيض هُنا دون التعميم ... لوجدنا أن مِنّا من يمتد نحوه أصبع الإشارة !
ومِنّا من نستنكر ونحتج على أفعاله ... ومِنّا من راسمين أمامهم أكثر من علامة إستفهام ... ومِنّا المُتعامي عن كُل هذه الأمور بسبب عنجهيته ومُكابرته وجهله ... وهذا هوالمسكين بعينه ! إغترّ برائحة الحنظلة وبشكلها ! فتوهم بأنها هي الحبحبة !
أحبتي ... هذه مُناجاة صادقة منّي لعموم الأحبة !!
والأكيد بأنكم تُدركون وعن يقينٍ منكم ... غرضي فيما أشرتُ إليه أعلاه ...
أنظروا بأعيُن عقولكم إلى خفايا الأمور ... وأمعِنوا في الإبصار ...
وعليكُم التمسُّك بأنصاف الحلول ...
فهل هُناك شخصٌ مُبرأٌ من الخطأ ؟
دع المقادير تجري في أعنتها
ولا تبـيتـن إلى خالـي البـال
مابيـن غمضة عين وأنتباهتها
يغيـر الله من حـال إلى حـال..