لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبض بين عدستين ....
عدسة محدبة
مع الناس: فلان يعاني النقص، فلان ممتلئ عيوبا، فلان ليس في قلبه ذرة من الرحمة، فلان لا يعرف الحق ولا قول الصدق في حياته، فلان أخطأ مرة ودخل السجن لا شك أنه يرتكب الكثير من الأخطاء لكنها تخفى ولا تظهر للعلن، وعلينا ألا ننخدع بمظهره الطيب فهو لا يستحق الاحترام ولا حسن الظن!
عدسة مقعرة
مع أنفسنا والمقربين: نحن أشرف الناس، نحن أهل الصدق والوفاء، الكرم والجود من أعز أصدقائنا والعيب لا يعرف طريقا إلينا، صفحاتنا بيضاء ناصعة لا تشوبها شائبة، قلوبنا نقية سليمة من الأحقاد، وسيرتنا خالصة نظيفة من العيوب، نتجنب أي عمل مشين ولا نعاني من أي منقصة أو مأخذ على أخلاقنا!
***
عدسة محدبة
مع حقوقنا: حقنا أكبرمن هذا، نحن نستحق أفضل مما حصلنا عليه بكثير، العدل مفقود في الكون والدليل أننا - ونحن مَن نحن - لم نحصل على كل حقوقنا، سنطالب بها جزءاً جزءاً، فهي حقنا ولن نفرط في أي جزء منه وإلا كنا من الشياطين الخرس أعاذنا الله منهم!
عدسة مقعرة
مع واجباتنا: لقد أدينا الواجبات المترتبة علينا بأفضل ما يمكن، لا يستطيع أحد أن ينتقدنا، ولا يجب علينا ما هو أكبر من هذا، ونحن خير من يبادر لإنجاز الأعمال وتحقيق الغايات والالتزام بالواجبات.
***
عدسة محدبة
مع المواقع والألعاب الإلكترونية ووسائل اللهو: إنها ذات منافع متعددة، فهي تطلعنا على آخر الأخبار، وتؤدي إلى التعاطي مع منجزات العصر، والاستفادة منها، وتساعد في تنمية الذكاء واكتساب العديد من المهارات، وما مضارها السيئة من الأعراض المرضية والاجتماعية إلا قطرة في بحر محاسنها، ويجدر بنا تحمل بعض التضحيات من أجل مسايرة الحضارة والاستفادة من المعارف الحديثة.
عدسة مقعرة
ولكن مع الكتاب والدروس النافعة: أي فائدة نجيها من القراءة؟ الكتاب ممل وهو من التراث، ولا يساوي ما يقدمه لنا ما نخسره من وقت وجهد. ولماذا نجلس مستمعين للدروس دون أن نفعل شيئا إلا الإنصات مما يسبب بطء الدورة الدموية عندنا؟ هل تنقصنا المشكلات لنضيف لها شيئاً جديداً؟
***
تعليق: أظن أنني أتفق مع أصحاب العدسة المحدبة الثانية فالعدل مفقود في الكون، ولكن من أهم أسبابه أننا نشرع عدستنا المحدبة في وجه الآخرين، ونخبئها عندما يتعارض وجودها مع أهوائنا ومصالحنا. ولا أجمل من استخدام كل منهما في مكانه المناسب.